الوكيل الإخباري - جلنار الراميني - تحوّلت رحلة عائلة إلى فاجعة مأساوية ، وباتت الذاكرة تضجّ بذكريات أليمة للطفل "مراد عبد الله الخرابشة" ، الذي قضى في حادث غرق في أحد الفنادق بالبحر الميت .
تفاصيل يصعب حصر مداد معالمها الحزينة ، حيث بدأت الحادثة يوم السبت الماضي ، عندما توجّهت والدة الطفل إلى البحر الميت مصطحبة طفليها .
تفاصيل مؤلمة
تروي والدة الطفل الحادثة ، باكية حيث قالت " لقد توجّه شقيقي قبلي إلى الفندق ، وبعدها قمت بالتوجه إلى ذات الفندق ، للتنزه ".
وتابعت لـ"الوكيل الإخباري" ، لقد وصلنا عند الساعة الـ12 ظهرا ، وقمت بإعطاء طفلاي مراد (4) سنوات وعلاء (سنتان) ، "عجل" للسباحة ، فمكثا مدة من الوقت في البركة، على وقع سعادتهما .
علاء ومراد ، لعبا طويلا وكانت والدتهما تتابعهما فَرحة بتواجدها برفقة طفليها وشقيقها ، وبعد أن خرج الطفلان من البركة ليرتديا ملابسهما ، حدثت المأساة ...
تتابع والدة الطفل " لقد كان مراد يلعب بطريقة ملفتة ، وقال لي : بدي اروح عند عمي .. لأنه كان يحبه كثيرا " .
الفاجعة ....
أسرع مراد نحو البركة مرة أخرى ، دون اصطحاب "العجل" ، وقبل ارتداء ملابسه ، وبعدها تحولت الرحلة إلى فاجعة ، وغرق خلال دقائق ، وذهب شقيقي مسرعا إلى البركة لإنقاذه ، علما أنه لا يوجد كوادر خاصة في الفندق لغايات الإنقاذ لمثل تلك الحوادث ، وفق والدته .
وزادت " تم التواصل مع الدفاع المدني الذي أخبرنا بدوره أنه سيصل بعد 7 دقائق ، إلا أن مراد كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وتم توجيهنا عبر الهاتف بإجراءات من أجل مساعدته على التنفس ، لكن الموت كان أسرع" .
المشهد معتم ، والقلوب حزينة ، فلقد فارق الطفل الحياة ، وملابس العيد الذي اشتراها برفقة والدته ليرتديها تنتظر جسده الغض الذي غادر الحياة .
والدة مراد ذهبت إلى نزهة برفقة طفلها مراد ، وعادت به جثة هامدة ، ليكون طائرا من طيور الجنة بإذنه تعالى .
البيت يفتقده
أشقاء مراد الخمسة ، افتقدوا شقيقهم ، وعلاء شقيقه الأصغر يبحث عنه ، حيث كان يلعب معه ويلهوان ، إلا أنّه اليوم يلعب وحيدا ، وقد احتضن الثرى مراد ، على وقع حزن والديه .
والده يتحدّث
من جهته ، يقول والد مراد - عبد الله الخرابشة - " صعب ما نشعر به ، وأرى أن انعدام الرقابة وسبل السلامة العامة سبب رئيسي في حالات الغرق ، ويُجدر أن يكون هنالك إجراءات وقائية ، لمنعها ، وأن يتم معاقبة المنشآت المخالفة .
" ما نعيشه صعب ، لكنها مشيئة الله عزّوجل أن يبتلينا بفلذة كبدنا ، والحمد لله ، على كل شيء، كما أوجه رسالة إلى الأهالي بضرورة متابعة أطفالهم ، تحسّبا من حوادث مؤسفة".
الطفل رحل ، قبل أن يرتدي ملابس العيد ، والرسالة واضحة للجهات المعنية بضرورة الوقوف على المنشآت المخالفة لمقومات السلامة العامة، حفاظا على سلامة المواطنين. .